السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســـــم الله الرحمـــن الرحيــــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإلحاد في أسماء الله تعالى ، هو الميل
بها عـما يجـب فيها . وهــو أنــــواع :
الأول : أن ينكر شيئاً منهـا أو مما دلت
عليـــه من الصفات والأحكام ، كما فعل
أهل التعطيل من الجهمية وغيرهـــــم .
وإنــمـا كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان
بهـــا وبما دلت علـــيه مـــن الأحكـــام
والصــفات اللائقة بالله فإنكـــار شــيء
مـــن ذلك ميــل بــها عــما يجـب فيها.
الثــاني : أن يجعــلها دالة على صـفات
تشــابه صفات المخلوقين كـــــما فعــل
أهـل التشبيه ، وذلك لأن التشبيه معنى
باطل لا يمـكن أن تدل عليه النصوص،
بل هـــي دالة على بطلانه فجعـلها دالة
علــيه ميــــل بها عــما يجـــب فيهـــــا.
الثالث: أن يسـمى الله تعالى بما لم يسم
به نفسه ، كتسمية النصارى له (الأب)
وتسـمية الفلاسفة إياه( العلة الفاعلة )
وذلك لأن أسـمــاء الله تعالى ، تـوقيفية
فتسـمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه
ميـل بها عما يجب فيها ، كــما أن هذه
الأسمــاء التي سمـوه بها نفسها باطلة
ينزه الله تعالى عنها.
الرابع : أن يشتــــق من أسمائه أسماء
للأصنـام ، كــما فعل المشــــركون في
اشــــتقاق العزى من العزيز، واشتقاق
اللات من الإله ، علــى أحد القــــولين،
فسمــوا بها أصنامهم وذلك لأن أسماء
الله تعـــالى مختصة به ، لقــوله تعالى
( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَـــى فَادْعُوهُ بِهَا )
الأعــراف180. وقـــــوله ( اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُســـــْنَى ) طه8 .
وقــوله ( لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الحشـر24
فكــما اختص بالعــــــبادة وبالألـــوهية
الحق وبأنه يسبح له ما في السموات و
الأرض فهــو مختص بالأسماء الحسنى
فتـــــسمية غيره بها على الوجــه الذي
يختص بالله عز وجل ميل بها عما يجب
فيها .والإلحاد بجميع أنواعه محرم لأن
الله تعالـى هدد الملحدين بقوله ( وَذَرُواْ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْــــــزَوْنَ
مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة الأعراف180
ومنه ما يكون شركاً ، أو كفراً حسبما
تقتضيه الأدلة الشرعية.